دعي طفلك يكتشف العالم

من الولادة حتى 12 شهر

تتميز المرحلة الأولى من النمو بان الطفل يتعرف على العالم من حوله بواسطة حواسه الخمس، وكذلك يتعرف على ذاته من خلال تجاربه الحسية. فجسمه هو جزء من البيئة حوله والتي يحاول التعرف عليها مدفوعا بحب الاستطلاع الطبيعي وبالمتعة التي توفرها له تجاربه الحسية مع العالم المحيط به بما في ذلك جسمه.
يستجيب الطفل في البداية لكل ما يؤدي إلى راحته الجسمية، ومن خلال علاقته مع العالم المحيط به يكون أول فكره عن جسمه، وهذه هي بداية تبلور الهوية الجنسية أي بداية التربية الجنسية، كما أنها بداية للتربية العاطفية والاجتماعية. وبداية لتطور جميع مجالات النمو، فمجالات النمو المختلفة مرتبطة مع بعضها البعض ارتباطا وثيقا إلى حد يصعب الفصل بينها وما الفصل هنا إلا للتوضيح. اذا علينا ان نتذكر اننا لا نستطيع ان نتحدث عن النمو الجنسي بمعزل عن النمو العاطفي والعقلي، الذهني والاجتماعي، فجميعها مرتبطه ببعضها البعض.

يعد الحصول على الطعام والعناية اليومية باحتياجات الطفل الأساسية المصدر الأول للعلاقة مع العالم الخارجي، وهذه العلاقة توفر متعه خاصة. فقربه من صدر الأم للرضاعة والعلاقة الجسدية بينه وبين المعتنين به، الدفء الجسدي الذي يحسه، الرائحة التي يشمها، جميعها مصادر للمتعة.

فطرية ملامسة الأم أو الأب لطفلهما وطريقه التغيير وحمّامه وتنشيفه، حمله بين أيديها، تقريبه من جسمها أو جسمه، كل هذا يساعده على الشعور بالحب والحنان ويوفر له تجارب مع ذاته ومع الآخرين، وهي بداية لبناء فكرة عن ذاته وعن هويته الجنسية. وإذا اقترنت هذه العناية بالمثابرة والوضوح والحنان فإنها تساهم في بناء فكرة ايجابية عن ذاته وعن جسمه ومع المدة سيدرك انه مقبول ومرغوب به كما هو وسيساهم في تنميته العامة.

في المنتصف الثاني من العام الأول يتزايد اهتمام الرضيع بجسمه نتيجة لحب استطلاعه، كما وان حواسه تكون قد تطورت أكثر فيبدأ بالتعرف على جسده من خلال يديه، وكلما اكتشف عضوا من أعضاء جسمه فانه يداعبه، يتحسسه، ويتلاعب به محاولا التعرف عليه بواسطة حواسه الخمس التي تعد محطات الاستقبال للمثيرات المختلفة حوله وصلته الأساسية مع العالم، فيكتشف في البداية يديه وأصابعه ورجليه ولسانه، ويكتشف أيضا أعضاءه الجنسية ويداعبها ويتلاعب بها. وكما هو الحال لدى كل اكتشاف يعيد الطفل ويكرر الحركات الجديدة، فمن منا لم يراقب ويضحك لرؤية طفل اكتشف لتوه لسانه وكيف يعيد ويكرر نفس الحركة إلى أن ينتقل إلى اكتشافات أخرى وهكذا ومن خلال تكراره للحركات يكتشف ان عضوه الجنسي (القضيب أو البظر) يجلب له المتعة فيعيد هذه السلوكيات ويتمتع بها.

يكتشف الطفل من خلال مداعبته لجسمه بما فيها أعضاؤه الجنسية ومن خلال علاقته بالآخرين الكثير من الاكتشافات عن جسمه وأعضائه بما فيها الجنسية، ومثل هذه الاكتشافات يجب ان تفرحنا مثلنا نفرح لابننا أو ابنتنا عندما يكتشف يديه وعندها يجلب قدمه إلى فمه، وعندما يحاول أن يقرب يديه الواحدة إلى الأخرى فيصفق. إن هذه السلوكيات جميعها تعبر عن نمو الطفل، أي أن أي اكتشاف يكتشفه الطفل عن ذاته وعن بيئته هو دلاله على تطوره ودلاله على صحته النفسية لذا فيجب أن يفرحنا.

ان طفلا لا يحرك يديه لاكتشاف جسمه، ولا يكتشف يديه، رجليه، أصابعه، قضيبه أو فرجها، يعاني من نمو غير سليم.

خلال السنة الأولى يكتشف الطفل اكتشافات مثيره عن جسمه وأعضائه ومن المهم ان يتعرف ابتداء من هذه المرحلة على الأسماء الصحيحة لأعضائه، إن اللغة السليمة هي إحدى جوانب التربية الجنسية، فإذا استعملنا الكلمات بشكل صحيح فسوف يستعملها هو بشكل صحيح عندما يحتاجها وسيسألنا بكلمات واضحة وسهله أكثر، فنحن نتكلم لغة واحدة، كما وانه عندما يتعلمها ومن البداية بشكل صحيح فلن يحتاج إعادة تعلمها فيما بعد.

إن استعمال الكلمات الصحيحة يحررنا من الخجل المقترن لدينا ببعض التسميات المتداولة في الشارع كجزء من قاموس الكلمات البذيئة، كما وان مثل هذه الاستعمال سيعطي الطفل رسالة ايجابية عن جسمه وعن أعضائه المختلفة.

يسلموووووووووووووووووووووو

يسلموووووووووووووووووووووووووووو على الرد ابو ينال